عدن الحبيبة 2011

عدن  الحبيبة 2011
صيرة بكاميرا عوض مهدي الشقاع وقت الغروب

الأربعاء، 16 يناير 2013

يارب توبه

قصة قصيرة .
تأليف عوض الشقاع
اسم القصة يارب توبة
15/1/2013
كانت  وفاء منهمكة في عملها كالعادة  تقلب الأوراق ترد على التليفونات  تراقب كل شاردة  وواردة  تمر أمام مكتبها الصغير ،
زميلها  عجرومه  يدخل عليها  يحييها قائلا السلام عليكم  أختي كيف حالك اليوم ، ترد قائله الحمد لله كل يوم عندي اسعد من الذي قبله ،
يدخل المكتب صديق عجرومه السيد احمد الذي يعمل في الكهرباء  ويتبادلان التحايا ، وينهمكان  في سرد آخر الأخبار.
بينما وفاء كانت تختلس النظر إلى احمد وتبتسم ابتسامات عريضة معبرة عن إعجابها بالسيد احمد ، قام عجرومه  بالتعريف بين زميلته واحمد  وكلاهما رحب بالآخر .
رن التليفون وقام عجرومه إلى المكتب المجاور ليرى المدير وبعد أن استأذن من صديقة في المكتب ، فإذا بوفاء تبدأ  بالكلام مع احمد أنت كهربائي ، قال نعم قالت أوه  كويس يمكن احتاجك ، قال إنا في الخدمة ولا يهمك ، قالت أنت درست الكهرباء أو بالخبرة قال  درست في كلية التكنولوجيا في عدن أربع سنوات تخصص كهرباء ،
قالت ممكن تعطيني رقم جوالك إذا احتجت ، احمد مناولها كرت  به أرقام تليفوناته. قالت له شكرا .
عجرومة يدخل المكتب قائلا وهو مبتسم ماشالله انسجمتم مع بعض . طيب ليش ما تضيفيه شاي أو قهوة قالت أوه عفوا  ألان سأحضر القهوة ، احمد لدينا قهوة تركية  تجنن انا ساعملها لك بيدي تحب السكر عادي أو زيادة  قال  ياريت زيادة
وبعد أن شرب القهوة  ودع احمد صاحبه  وبدون أن يلتفت إلى وفاء او حتى يشكرها على القهوة ، اغتاظت  منه .
تمر الأيام  ووفاء  تتصل بأحمد بشكل يومي  فقد صارت بينهم  علاقة غير شرعية  ، فيوم من الأيام بينما عجرومه واحمد يتمشيان في عدن مول  فاذا احمد يقول لعجرومه يا بختك  ياعجرومه  عندك بنت  تعجبك ، قال ايش تقصد، قال الصديق وقت الضيق، ووفاء تجدها وقت الضيق قال عجرومه مستغربا  لا  لا  وفاء بنت مالهاش في هذه الأمور  وفاء بنت حبوبه
اجتماعية فرفوشه طول اليوم  وهي مبتسمة  البراءة  تجدها في وجهها ، قال احمد لصديقه على من يافرعون عليا  انأ بتخبي .
قال عجرومه  الباين يا احمد قرح عندك الفيوز،  مش وفاء من هذا النوع قال احمد  وإذا  اثبت لك أنها من هذا النوع ،عجرومه لا لا  أنا  لا اصدق ، قال احمد  اوكيه  انتظرني عند فندق حياة  ريجنسي  الساعة الخامسة عصرا وستراني أحضرتها إلى الفندق  غدا سترى ، فبينما عجرومه واقف في المعاد فإذا  وفاء ماسكة بيد احمد متجهين إلى الفندق  كأنهما صديقين حميمين أو رجل وزوجته .
عاد عجرومه إلى منزله ورأسه سينفجر من كثر التفكير معقول هذه وفاء طيب إنا  حاولت معها أكثر من مرة  ولم تستجيب لي لماذا ، انا  لأاعتقد ربما  وربما  مش ممكن .(حديث النفس)
مرت الأيام وإذا  وفاء وعجرومه  يلتقيان في المول  مصادفة فدخلا محل للملابس فإذا  بوفاء تحدق بالبائع العدني الوسيم الذي يصغرها سنا بكثير ، أخرجت من حقيبتها ورقة مدونه فيها رقم تليفوناتها  وخلسة أعطت هذا البائع الورقة بدون أن يرى عجرومه ، وكان عجرومه يعتبر هذا البائع من اصدقائة  ، ومرت الأيام وعجرومه يزور صديقة البائع الذي كان اسمه علي ، قال له علي بصراحة  يا عجرومه إنا  لن انسى لك هذا المعروف قال عجرومه مستغربا  أي معروف قال لأنك  أحضرت لي وفاء صديقتك ،فاذا  رأس  عجرومه يدور شريط الذكريات  وبذكاء شديد قال لصديقه علي شفت كيف الصداقة إنا أحضرتها لك  لاني عارف انك محروم  من الجنس الناعم ، علي يقول ايوة  يا اعز أصدقائي وانأ سأعرفك  على وحدة عدنية  بس تجنن أهم شئ عندها الفلوس . عجرومه لم يفق من شريط الذكريات لموقف صديقه احمد ، قال لعلي  هاه (لانه كان شارد الفكر) ما سمعتك ايش قلت  .قال علي أوه  أنت خطير ياعجرومه  ، رد عليه  ايوة إنا خطير  وخرج من محل صاحبه وهو يقول  ايوة  إنا خطير  خطير ، خطير وزميلتي إنا وهي  سبع سنين ولا اعرف عنها شئ  وكنت مصدق كل شئ تقوله لي . ياللغباء .
ألان  تأكدت من أنها تعمل هذه القاذورات  الله يهديها ، ايش أقول لها الله  يهديها ،
وقال عجرومه ولكي يطمئن قلبي فكرت في عمل حركه  جعلت احد اصدقائي ياتي الى مكتبي ويلتقي بوفاء ليرى هل ستستجيب له هو ايضا، فكان صديقه غسان ليس بالوسيم هو شاب سمين واكثر ايامه بلا عمل فعند زيارته الي عجرومه عرف عجرومه غسان  على وفاء   وتقول وفاء في نفسها الله الله هذا زبون جديد ، ترك عجرومه المكتب وفي هذه المره غسان بادرها بالحديث عن العمل ثم عن الامور الشخصية وقال لها لو تحتاجي أي شئ انا في الخدمه موضحا قال ان في خدمة العيون الحلوة الذي مثلك ، قالت حتى انا احب الشباب الذي مثلك متفتح وحبوب ، وكلها لحظات وارقام الجوالات بيد كل واحد منهما .
وبعد ان عاد عجرومه الى المكتب طبعا وهو عارف ماذا سيعمل صاحبه قائلا له سبع او ضبع على الموضوع قال صاحبه سبع ياصديقي ، قال لاحول ولاقوة الا بالله ، الله يهديها . وخرجت وفاء من المكتب وقال غسان اتريدني اتصل بها واعمل اللازم قال عجرومه   لا لا  يا اخي لانريد ان نتحمل ذنوبا كفى .
وفي مره من المرات بينما غسان وعجرومه مع بعضهما قال غسان اراك حزين على زميلتك قال نعم ، قال اتريدها تتوقف عن ما تعمله قال عجرومه مستغربا نعم كيف ، قال الحل عندي  انا احب اعمل الخطط  ماعليك صديقي ،ساتولى الامر، ولكن ستساعدني انت . ولا عليك ساساعدك  بس كيف .  لا تستعجل اخي .
قال غسان معروف هذه الايام في نزلة شعبية زكام وحمى وامراض تنتشر مع انقلاب الجوا وانا رايت وفاء يبدو عليها الارهاق والتعب وربما الزكام  قال ايوة صح . قال انا ساتصل بها ونخرج مع بعض نتمشى فقط لاغير ولكني ساقول لها انك تشبهين صديقتي التي كلن فيها مرض..........اعاذنا الله منه وسأوهمها  بانها ربما يكون فيها المرض وساشرح لها ان بعض العلامات المرض كما تشعر به وفاء الان ونجح غسان في عمله .
فلما جاءت المكتب  قال لها عجرومه شكلك مش عاجبني اليوم كانك مريضه قالت لا مجرد زكام ،
وقد اتفق عجرومه  ايضا مع صديقه احمد ا ن ياتي الى المكتب ويقول لها انها مريضه ،
وفعلا صار ما كان مخطط له .
وبدءا عجرومه يقص على وفاء قصص وهميه ان بعض اصحابه الذين  اصابهم مرض نقص المناعه  لانهم كانوا مسرفين على انفسهم ، لكن بعضهم تاب الى الله  وبقدرة  قادر شفاهم الله من هذا المرض لما كانوا صادقين في توبتهم .
ومن هنا بدأت وفاء الندم  والبكاء على ما مضى  والعزم على ان لا تعود الى مثل هذه القاذورات  الا ما احل الله.
قائلة يارب  توبه  يارب توبه  يارب توبة

بقلم عوض مهدي الشقاع
15/1/2013

ليست هناك تعليقات: